كاتباتنا
الجو معتدل .لا يوجد شيء سوى هذا السرير الذي ينام عليه، البلدة خالية، تماماً، إلا من صوت أفكاره الشاردة منه حتى الغضب .
انا من جنان قرطاج قطفت لك من نبض قلبي عبق الزمان ...ومن بطولات عليسة قصصت عليك اجمل الاشعار انا يا نهر الفرات جئتك عاشقة من بلاد حنبعل احمل لك سيف الرموش ولاعلن لك أني
حين كنت على قيد السلام ، إقتحتُ غمار الأمل بسلاح نور ، وعيونٍ من لازورد وقلبٍ من دم الرمان . حتى بياض الفل من طهر إشراقي كان يغار .
بحثت عنك وعن نفسي لعلي أجدكما في أول قطرة نزفت من محبرة قديمة مركونة فوق مكتبتي؛ ولم أشعر بعدها بأن هذه المحبرة بداية لخدش جديد في جدار الروح وجرح عميق في عنق
قال لها. ها أنا راحل إلى مسافات بعيدة.. لكن.. سأترك بين يديك.. رموز أحرف.. عانقت فنجانك .. حين تحسين قهوتك.. في الصباح. ألا وهي عينيك وقلمي..
في غرفة لا تتعدى المتر والنصف عرضاً وطولاً، أقيم ليلي ونهاري، أسهر مع نفسي التي اشتاقت أن تحدث أحداً غيرها، قضيت سنواتٍ في العزلة، تعرضت للقهر والحرمان، تتوق روحي إلى
أخشى الجنون من قلقي ... أم قلقة أنا من جنوني ... تصارعني أفكار أصرعها... أسحقها ... تتقمصني أشباحها الهاربة من جحيم القيام ... تغزوني ... تتلبسني ... تسكنني ...
"... متعبة أنا يا ابنتي، وأبوك زاد من تعبي، فأنا ما عدت قادرة على القيام بشؤونه. طلباته لا تنتهي وأوامره لا تؤجّل. ينام نهارا ويرهقني ليلا.
أريد أن اكون "دبدوبة" أحدهم، يحتضنها بين يديه حين يريد أن يتحدّث لمن هم أرقى من البشر، يدلي بكلّ ما عجز ان يخبّره لأحد، فقد تحوّلوا جميعًا إمّا الى "بالعين الموس"، يدرك