نتائج انقطاع 14 يوم متواصلين عن السوشال ميديا

نتائج انقطاع 14 يوم متواصلين عن السوشال ميديا 

 

من يوم 24.12.20 قررت أن أمحى الانستغرام والفيسبوك من الهاتف الجوال!

الأمر ليس سهلاً ابداً بالنسبة لي , لكن القرار تزامن مع عطلة الشتاء لأبني من الحضانة , مع أعياد الميلاد وراس السنة , وأيضا مع نهاية اسبوع ومع وقت العائلة وكان جدا مريح ومناسب في ان ابدا من هادا المكان للاندماج اكثر في حياتي العائلية مع أغلى ما أملك . وبالنسبة للفيسبوك , أعمل في الوقت الحالي على الغائه تماما من هاتفي وكل عمل عليه سيتم فقط من الحاسوب ومن خلال جدولة البوستات لسنة كاملة .

عادة أقوم بالانقطاع التام في نهايات الاسبوع عن السوشال ميديا , وأعود وأُحمل التطبيقات يوم الاثنين صباحا مرة أخرى على هاتفي !  لعمل بوست او منشور لبداية الاسبوع . لكن مع حلول ليلة الأحد لم أرغب ابدا بان اعود وأحمل التطبيقين وهكذا كان .

كل الفوبيا والضغط الذي كان يرافقني وبشكل يومي بأنه من المفروض ان اقوم بنشر بوست يومي , فجأة أخذ مكان آخر وسألت نفسي : هل هذه الحياة التي ابغى ان أعيشها ؟ أن أكون تحت "رحمة" خوارزمية الانستغرام والفيسبوك وأعمل كل الوقت لتغذية هذه الروبوتات التي لا ترحم الجسم البشري والروحاني أبدا ؟!!

غرقت في الانسجام التام في حياتي العائلية حتى النهاية , أحتفلنا في البيت وحضرنا الماكولات الشهية, وحتى مع الكورونا قُمت انا وابني في زيارة الجيران واهدائهم من ما حضرناه ,  وقفت مع جاراتي وتحدثنا (طبعا مع الاهتمام في الحفاظ على البُعد) وكم شعرت بالسعادة لاني رسمت انا وأبني الابتسامة على وجوه جاراتي , التي شعرت انني لم اقم باعطائهم الاهتمام خلال السنة , طبعا لأنشغالي في تغذية الخوارزمية أكثر من انشغالي في تغذية علاقاتي البشرية وتحججت بالكورونا !  

سرعان ما توفقت عن تسجيل الدخول للتطبيق مرة أخرى , وشعرت بالرضا والسعادة لتوقف عادة التفكير اليومية : "ماذا سأنشر اليوم", وارتحت تماما من مراجعة التعليقات وفحص المتابعات للبوست والغوص في التمرير السخيف من فوق الى تحت في الانستغرام والفيسبوك !

عدم التواجد على السوشال له تأثير لذيذ ومُمتع , تأثير فيه انتعاش غير عادي على الصعيد الذهني والروحاني , فجأة انتبهت للاستمتاع الحقيقي بكل ما يحدث معي , فجأة انتبهت للاستمتاع في المُطالعة , في الاستمتاع وقت مشاهدة فيلم انا وزوجي . المُتعة الحقيقية التي ترسم الابتسامة اللطيفة , والتي فيها كل الرضا , الثقة , الأمان والهدوء بأنني متواجدة في ا لمكان الدقيق والمناسب لي ولعائلتي , وليس علي أن أقوم بأعمال أكبر من طاقتي... الامتنان اليومي ايضا ساعدني وسحبني بخفة لطيفة من ال Fomo  الذي تخلقة السوشال ميديا عن قصد وبشكل استراتيجي . ما هو الفومو ؟ هو اختصار الكلمات : Fear of missing out, الخوف من تضييع شيء – من السوشال في هذه الحالة – وايضا الخوف من أن يضيع مني اخبار الآخرين وما قاموا به , والذي لم اوصل اليه بعد !! هذه بالذات لها ان تهز النفس والروح وتبقيني في أماكن صعبة! فكان الابتعاد عن السوشال هو من الاستراتيجيات الجديدة لرؤية الامور من مكان مختلف حتى استطيع الاستمرار ايضا في حياتي الطبيعة بعيدا عن المخاوف , المُقارنات , المنافسات الغير صحية والغير مُجدية . شعرت بالاحتياج الشديد والقوي لتغيير مسرى وعادات استعمالي للسوشال, شعرت انه هناك شيء عليه ان يتغير وليس من المعقول تقبُّل هذا الاستيلاء على وقتي وطاقاتي من السوشال كأنه مفهوم ضمنا و"قدر" ليس لي الخلاص منه ابدا !

لذالك بدأت في صياغة الحدود من جديد ...

والآن انت :)

اذا أردتي اعادة صياغة حدودك في علاقتك مع السوشال ميديا فأنا اريد ان اشاركك بما تعلمته من وقت انقطاعي وكيف لي ان اتعامل من جديد مع السوشال اليوم في اطار مفيدا أكثر :

تعلمت 5 اشياء من الانقطاع والتوقف عن السوشال لمدة 14 يوم !

  •   التواجد والمشاركة والتفاعل المستمر على السوشال ميديا عدة مرات في اليوم , ليس صحي أبدا لجهازي العصبي , وبالتالي لا يدعم هذا الانغماس اي مساهمة لي في هذا العالم !

خلال سنة ال 2020 تعمّقت كثيرا في دراسة جهاز الأعصاب على التركيز , جودة التفكير, جودة رد الفعل على كل ما أتلقى , في التعامل مع الدوافع – Triggers وتهذيبها لصالحي.

المانترا التي رافقتني للتعامل مع هاذا المكان وطبعا ما زالت ترافقني : "الجسد أولا, والبيزنس ثانياً" – مانترا رائعة وادعوكي لاقتباسها لتأثيرها القوي والايجابي على جهاز أعصابك .

ومن أجل ان تقومي بأحضار افضل ما عندك الى هذا العالم , انت بحاجة عزيزي الى الشعور بالأمان في داخل جسدك الذي يحمل كل شيء . التأثير والمفعول السيء للسوشال ميديا على هذا المكان هو جدا قوي ويثير اليقظة المُفرطة في داخلي وأحيانا كثيرة أيضا يُقلق منامي !!

الهدوء الجسدي والراحة الجسدية التي عشتها بدون التطبيقات على هاتفي ومن غير النشر المتواصل وانا في حالة التنقل من مكان الى مكان (خاصة الستوري على الانستغرام!) عرفت تماما ان هناك شيء عليه ان يتغير ... استمري في القراءة لمعرفة التغييرات التي أجريتها .

  • أندمجي وأُدخلي في اطار أيقاع

مشاركتي قبل عطلة الشتاء , على السوشال ميديا كانت في ارتفاع متزايد , وصديقة غالية, مهتمة جدا بما أفعل, أرسلت لي مقال الذي له أن يُفيدني في هذا المكان للتقليل من الاستعمال , والمقال يتلخص في جملة واحدة :

IT IS NOT YOUR J.O.B to feed Algorithm

بما ان عملي هو ليس الانستغرام وتغذية روبوتاته في التنقل بين بوست وآخرى, صرت أسئل نفسي أكثر : "كيف أشعر مع هذا حقا؟ كيف اشعر الآن وأنا في دوّامة التنقل الطائش من فوق الى تحت – Scrolling all the time  ؟ "

هذه الاسئلة جعلتني اقوم بفلترة اسبوعية وفي الدخول اكثر واعمق الى ايقاع ثابت في عدد المرات التي انشر بها البوستات المتنوعة في السوشال.

واليوم , هو بوست واحد كل أربعاء (بوست مكتوب أو فيديو حلقة تعالي نحكي بيزنس) , ايميل واحد لقائمة التواصل كل يوم خميس , ستوري لمرات قليلة خلال الاسبوع . (هذا المكان ما زال عندي تجاهه تحديات التي اعمل يوميا على تحسينها – ما زلت في سيرورة التعلم والتأقلم ) . وعدت نفسي ان أراجع  وأغير الايقاع كل فترة أشعر بالاحتياج الى هذا المكان .

  • كفى لوضعية الطيران ! (Fly)

جدولة البوستات أصبحت تأخذ لدي الحيّز السنوي , فاقوم في تجهيز أغلب البوستات (مواضيع البوستات والفيديوها , وتتبع القمر ) مُسبقا قبل 12 شهر من اصدارها . أقوم في هذه الجدولة في أيام العطل الأولى من السنة أو في تخصيص 4 ساعات متواصلة مرة واحدة في شهر يناير , وهذه الأربع ساعات لهم التأثير الرائع في التخفيف عني من حدة التفكير في : "ماذا سأنشر اليوم؟" وبالتالي إعفائي من التواجد المستمر على شاشة الفيسبوك والانستغرام والغرق في ردة الفعل على البوستات والتعليقات.

لأن ادارة طاقتك هو المُفتاح الأول والمُساهم الأكبر

لاحضار الجودة العالية منك الى هذا العالم

ادارة طاقتي , جلبت لحياتي الحدة والليزر في التفكير في المُهم وأبعدتني اكثر واكثر عن "خدمة" الروبوتات والسيطرة عليها . وجدا فخورة بنفسي بأنني عندما اقوم بالجدولة للبوستات حالا استعمل Facebook Business, وفي الجوال استعمل التطبيق Planning App  والذي من خلاله فقط اطلع على السوشال لفترة زمنية محدودة وما أروعها من توفير مميز للطاقة . هذا لا يعني انه بين الحين والآخر  لن اكون في حالة "الهام" لنشر بوست معين لكن الالتزام للبرنامج والخطة جدا مهم, خاصة اذا حدثت تغييرات ليس لدينا السيطرة عليها وغير متوقعة وعلينا حالا معالجتها , وطبعا هذه حالات استثنائية .

* ادعوكي للتنسُّك !!

الكثير يتحدثون عن استعمال السوشال ميديا من مكان فيه قصد وتفكير استراتيجي وانا أدعوكي للتنسُّك !! الصيام الذهني !!

عندما اجلب الى مصلحتي التجارية وكل فعالياتي المهنية (في لقاء مع شركاء, تعليم كورسات, كتابة بوستات , تحضير فيديوهات ) طاقات المحبة والمودة مع نوايا وقصد واضحة , ودمج كل هاذا في الحضور التام في كل الحواس , لن يكون لكل هذه الفعاليات والمهام تاثير عالي الجودة فقط , وانماساتغذى بنفسي انا ايضا من خلال القيام بهذه المهمات واستفيد منها واتطور .

عندما أوضع نفسي في الأولوية تجاه البوست , واوضع نفسي أولا تجاه تحضير فيديو معين (وهذه الطريقة اتبناها لكتابة كتابي الأول) تُعطيني هذه الطريقة في التفكير , طاقة رهيبة وتُقربني أكثر من السيدة التي أقوم بالتواصل معها لخدمتها (جمهور الهدف) لكي تصبح زبونة في مصلحتي التجارية , أُقربها أكثر الى هذا المكان في سيرورة مليئة بالحب والعطاء وبالتأني وليس بالقوة !

وهذا يتطلب مني التواصل اكثر مع النوايا وتحديدها,  وفي العديد من المرات قبل البدء في الكتابة او تحضير اي فيديو , أهتم بتجهيز البيئة حولي من خلال التأمل القصير , اضائه شمعة , الاهتمام بأضافة رائحة مميزة لغرفة العمل , التأمل في بطاقات روحانية مميزة : Oracle Cards, وكل هذه الأجواء تخلق أجواء مريحة لاستقبال "عروسة الالهام" الى خواطري : My Muse, ومن المهم لي جدا بأن تشعر بأنها مُرحب بها في مساحتي الخاصة -- 

  • طلب المساعدة :

انتبهت بشدة عالية , أنه حتى عندما ادخل لرفع بوست معين مع نية مُسبقة للخروج حالاً بعد انهاء الرفع , أغرق وأغوص في حالة التمرير اللانهائية من فوق لتحت وبالعكس !! أشعر كأن الدماغ ارتاح في هذا المكان ويريد ان يبقى أكثر وأكثر , وعلي ان اقوم بفعل معين حتى "اكسر" هاذا النمط المتكرر والعادة التي تحرق من طاقتي وتركيزي ! وهاذا ما يدعيني في التشديد على ان أجد مُساعدة لي في هذا الموضوع والتي ستكون ايضا من فريق "لونار بيزنس" , لأُعطيها هذه المهمة ولترسل البوستات بنفسها . ولكن الى هذه اللحظة من كتابة المقال , أقوم انا بنفسي في هذا العمل , لذالك استعمل جهاز ال Timer لتحديد الوقت اثناء الرفع , وبصوت جرسة العالي, اعلم ان الوقت انتهى وهذا يساعدني في 90% من الحالات --  (ما زلت اتدرب على الموضوع ) .

وبما انني من مواليد العقرب وقمري اثناء الولادة تواجد في مساحة العقرب, فأنا بجد مُغرمة في السوشال ميديا ! نعم !! لن تصدقوا كم من الناس تعرّفت عليهم بسبب هذه الوسيلة الرائعة , قابلت أشخاص رائعين ومن خلالهم بنيت علاقة طويلة الأمد, أُحب كثيرا ما تعلّمت وانكشفت اليه بواسطة السوشال والتعرُّف على امور جديدة في الحياة من وجهة نظر مختلفة .

الانقطاع المتواصل ل 16 يوما علّمني ان السوشال له ان يعطيني الطاقة والألهام وفي نفس الوقت له ان يأخذ من حياتي ووقتي كل طاقاتي واستنزافها. لقد ساعدتني هذه الفترة ايضا على فهم ان وسائل التواصل الاجتماعي هي مجرد قناة لمنح الناس فكرة عما أقوم به في "لونار بيزنس لدعم سيدات الأعمال" وعما أقوم به ايضا في بناء منهج متكامل لادارة الطاقة والوقت , لجذب نساء أخريات وسيدات أعمال ليتبنوا الطريقة الجديدة في ادارة الطاقة والعمل القليل .

ادعوكي للانضمام من هنا الى :  قائمة التواصل, صفحة الفيسبوكالانستغرام , التي لك ان تتابعيهم وتنكشفي اكثر على مضاميني التي لها انت تساعدك في هذا المكان (وهذه فرصة ممتازة لك للقيام  بغربلة الحسابات التي لها ان تحرق طاقتك ووقتك) . اعرف الكثير من الاصدقاء أصحاب الحسابات الكبيرة في الانستغرام والفيسبوك والذين في الخلفية ومن وراء الكواليس يُعانوا وبشكل يومي من عدم قدرتهم على دفع فواتيرهم البنكية , ليس لديهم ما يدفعوا لنفسهم في أيام التقاعد المُقبلة , قدرتهم على ادارة شركتهم جدا ضعيفة, وليس لديهم الادارك المهم جدا في استثمار طاقاتهم في الأمكنة الصحيحة والصحية لهم ولمستقبلهم .  وانا هنا لمُساعدتك في لفت انتباهك اكثر الى هذا المكان , العمل الحقيقي ليس على السوشال ميديا , ومن أهداف رسالتي ان اوصل لك الحكمة من وراء العمل القليل ذا الجودة العالية وتأثيره على 80%  من حياتك (قانون باريتو) , وعلى الاقل اريد ان امرر لك في هذا المقال ان تبدأي في تقليل استهلاكك للسوشال ميديا .

والآن دورك :)

حددي بوصفك القصير لعلاقتك مع السوشال ميديا ؟ ما الذي يجب انت يتغير – اذا ما وُجد الشيء الذي يلزم تغييره . ما هي الحدود او الممارسات والعادات التي تقومي بها على السوشال وتريدين تحسينها ؟

اتركي لي تعليق على هاذا المقال واسمحي لي أن اعرف !

نصوص ذات صلة

هل المرأة أفضل من الرجل في التفاوض؟   في عالم ادرة الأعمال نحتاج لعدة مهارات للعمل على إنجاح المصلحة التجارية , من ضمن هذه المهارات : اسلوب التفكير والحديث والفعل - هنالك مهارات... Read More
    نحن جزء لا يتجزأ من مجتمع متكامل الذي علّمنا وفرض علينا لحقبة طويلة من حياتنا - بأن تحقيق الأهداف , الوصول للانجازات العالية , الحصول على المزيد من المال , الحياة المُرفهه وراحة... Read More
في كلمات وجُمل إذا انحكت بتترك أثر سيء وبشع وصعب نتجاوزو بسهولة ، مع الأيام ممكن ننسى ..  بس للاسف الأثر بضل موجود ! تماماً مثل الاشي الي بينكسر وبنلزقوا ! صح قدرنا نرجعو لشكلو الطبيعي بس في أثر... Read More