سيدة غانمي: تونسية نجحت في الانتخابات المحلية رغم الاعاقة - زهور المشرقي

مجلة سيدتي المحظوظة-تونس-زهور المشرقي
بوجه بشوش وابتسامة مفعمة بالكثير من الأمل وبإرادة فولاذية تمضي غير آبهة بشباك القدر الشائك لترسم معالم مستقبل جميل لوح لها في كل خطوة سلكتها، في طريق فرض الذات ،ماضية قدما رغم اعاقتها، فتسلّحت بالكثير من الصبر والعزيمة وعاشت
مراحل حياتها كأي فتاة عادية وامرأة ، فتسلقت السلم الدراسي بكل تفوق، وكانت القدوة بالنسبة لأقرانها رغم أنها ولدت بنقص في يديها ورجليها لتنجح في الانتخابات المحلية مؤخرا وتتقلد منصبا في البلدية، انها التونسية سيدة غانمي ..
لم تقف الإعاقة مانعا لسيدة من التحدي والعزم نحو الطموح شأنها شأن غيرها وتضاهي وتجاري الاسوياء بالعمل والإنجاز ، تحب أن تكون نموذجآ للأشخاص الناجحين ومثالآ لهم وأن تكون لها بصمة بالمجتمع.
مجلة سيدتي المحظوظة المهتمة بشؤون المرأة التقت بالغانمي التي تحدثت عن نفسها قائلة:
-انا سيدة غانمي اصيلة منزل بورقيبةمن محافظة بنزرت شمال تونس 37سنة خريجة مدرسة خاصة بالعاصمة (تونس)، تنقلت للدراسة بالعاصمة لأنني لم يتم قبولي بمدارس جهتي باعتباري من ذوي الاحتياجات الخصوصية "وكم تالمت لذلك رغم صغر سني حينها لكنني ضحيت وتجاوزت الاشكال"..
-لكِ ذكريات لا تنُسى مع مراحل الدراسة ،هلا حدثتنا عنها ؟
"ضاحكة ""ذكرياتي مع أصدقائي كانت بين السيئ والجيّد ، السيء في معاناتنا اليومية في تنقلاتنا في نظرة المجتمع لنا وجانب مضيئ في تضحياتنا وحبنا لما نقوم به وخاصة صبرنا ومقاومتنا من اجل هذا اليوم الذي تُوجنا فيه .
- سيدة -المرأة من ذوي الاحتياجات الخصوصية تحتاج الى اهتمام ، ما الذي تعانيه المرأة من ذوي الاحتياجات في تونس؟
بسبب نقص التوعية بأن المعاق إنسان قبل أن نتحدث عن حق أو نظرة ؛في نظر البعض المعاق يجب أن يظل مدفونا في البيت فما بالك بفتاة أشد وأعظم ليس لأنها معاقة فحسب بل تسبب الحرج لأسرتها احيانا فهناك العديد من المعاقات حبيسات البيوت.
نعاني كثيرا من اللامبالاة وعدم الاهتمام وكأننا من كوكب اخر ولسنا أبناء هذا البلد ،لا الدولة اعطتنا قيمتنا ولا الأشخاص ..
معاناتنا الخصها في نقطتين: أولهما عدم ايلاءنا أي أهمية من قبل الدولة التونسية وثانيهما تنبعث من صعوبة التأقلم مع المحيط وهذا اصعب من الأول .
- ما رأيك بعمل المنظمات الانسانية في تونس في مجال المطالبة بحقوق ذوي الإعاقة سيدة؟
أولا انا منخرطة بجمعية مختصة في الدفاع عن حقوق المعاقين وعملنا كثيرا من اجل النهوض بحق المعاق في جهتي عالاقل اما عمل الجمعيات في تونس لا زال بعيدا بسبب الظروف الحالية التي تمر بها البلاد أولا وبسبب ضعف الإرادة ثانيا ونامل دائما في غد افضل بعيدا عن السلبية وفيه تطبيق للقوانين والفصول حينا ستتحن الأمور ويكون لهذه المنظمات دور اقوى واشدّ تأثيرا .
لا اظن لان قوانين ما قبل الثورة معلقة لا تطبق فكيف سنمر للتعديل في قوانين لا تج بنية مناسبة وارضية لتنفيذها على ارض الواقع؟
- من سنوات يقضى مجلس نواب الشعب اجتماعات لتعديل قانون ذوي الإعاقة هل هناك امل في التغيير؟
لا اظن لان قوانين ما قبل الثورة معلقة لا تطبق فكيف سنمر للتعديل في قوانين لا تج بنية مناسبة وارضية لتنفيذها على ارض الواقع؟
ماذا يعني لك العمل ؟
العمل هو الأفتخار بانجازاتك مهما كانت صغيرة فإن تحقق هدف صغير يعلو بك على سلم النجاح خير لك من الوقوف في انتظار المجهول ، وهذا هو العمل بنظري.
.العمل اليوم بالنسبة لي شخصيا أسلوب حياة لا عمل من اجل المادة .
-بسبب حالتك الاجتماعية تعرضتي لمضايقات في عملك الاجتماعي الذي تقومين به (كناشطة في المجتمع المدني )؟؟
المضايقات موجودة دائما لكن بعزيمتي اتجاوزها حتى لا تقف امامي وتكون بمثابة الحاجز الذي قد يفصل بيني وبين طموحاتي واحلامي .
-كيف تدرجت حتى وصلت لما انت عليه من نجاحات في عديد المجالات ؟
ضحيت منذ نعومة اظافري أولا بتنقلي الى العاصمة للدراسة وهو ليس بالامر الهين خاصة مع وضعيتي الصحية ثم بالتحاقي بالمجتمع المدني حتى أكون صوت من لا صوت له وثالثا بدخولي معترك الحياة السياسية .
كيف حققت هذا النجاح في الانتخابات المحلية التونسية ؟
حققت بالمثابرة والعمل وخاصة اني صادقة في حملتي الانتخابية ،لم اعد بالمستحيل ، نويت وتحدثت عن الممكن والذي أحسست انني قادرة على صنعه وتحقيقه لزملائي واصدقائي، وثانيا ان تكون صادقا حتما سيصوت لك الناس ويشجعونك ، احسوا بصدقي قبل ان يرو عملي وهذا الأهم .
هل انت مدينة لاحد بمساعدتك؟
مدينة لاهلي واصدقائي وكل من ساعدني ودعمني في مسيرتي من الالف الى الياء .
أسرتي: هي ذلك البيت الدافئ واليد الحانية والنواة الأولى لي عائلتي التي أنا بدونهم لست أنا الان
ثانيا في الدراسة و كل زملائي سواء بمراحل الدراسة من طلاب أو أساتذة .
ثالثا المجتمع المحيط بي : كل من قابلتهم بنفس الإعاقة أو بإعاقات أخرى .
-ماهو سر نجاح سيدة ؟؟
هي مقادير ( مبتسمة)
أن تفهم الصورة الصحيحة للنجاح.
وان تلتزم بالمبادئ التى ستوصلك إليها
النجاح هو ....أن تعرف هدفك فى الحياة
وأن تنمو حتى تصل إلى أقصى قدراتك،وأن تزرع بذور الخير للناس
إذا لم تحاول بهمة أن تحدد هدفك فى الحياة..
فهناك احتمال أن تقضي حياتك فى فعل الأشياء الخطأ.
إن الله قد خلق كل واحد منا لهدف..
وكل إنسان له مهمة ملموسة يجب تحقيقها
-كيف تقيّمين وضع المراة حاملة الإعاقة في الوطن العربي؟
الحقيقة أغلب المجتمعات المغاربية ومن بينها المجتمع التونسي، وإن بلغت أشواطا مهمة في معالجتها لوضعية المرأة ومدى فاعليتها في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة والتنمية، إلا أنها ما زالت تعاني من بعض الظواهر البالية التي تجعل من المرأة كائناً دونياً ومستضعفاً مقارنة بالرجل. لا يمكننا بأية حال من الأحوال أن ننكر أن بعض النساء وبعض الشرائح ما زالت لا تحظى باي اهتمام من شأنه أن يساهم في رفع مستواها الثقافي والاجتماعي ولم توضع لها خطط مدروسة ومنظمة للنهوض بواقعها الثقافي أو الاجتماعي. ونحن إذ نقدم رؤيتنا لواقع المرأة المعاقة في تونس.. واقع يتسم بالسوداوية وهو ليس مجرد سوق لأحكام إنطباعية وعاطفية بل واقع عايشته واكتفي بهذا.
ماهي الصعوبات والعراقيل التي ُتحال دون تحقيق حلمك او طموح معين ؟
عدم تطبيق القوانين والفصول حيث ان ذوي الاحتياجات الخصوصية اليوم في تونس مثلا من على كرسي متحرك غير قادر على القيام باي تحرك بمفرده لان الطرقات ليست مهيأة له الخ....
-كيف وجدتي العمل الجمعياتي والسياسي؟
ممتع وشيق وفيه حركة واجتهاد لكنه متعب
-ماهي رسالتك للمعاقين ؟
افرضوا تواجدكم وانفسكم بشجاعة وتحدي مهما واجهتكم العراقيل والانكسارات ، فلا تجعلوها نهاية للوصول بل هي بداية للوصول بشخصية قوية
رسالة شكر لمن توجهها سيدة غانمي ؟
هي كلمات من الشكر لا تفي من حولي ولكني اخصها لعائلتي الرائعة . .
و أخص بعبارات الشكر المحمل اكليل من الزهور لمجلة سيدتي المحظوظة المهتمة بواقع المرأة عامة.
نصوص ذات صلة

