تعددت الأسماء و القتل واحد - حسيبة طاهر

كان الإنسان يعيش في قبائل وتجمعات... يقودها اليشوخ والمسنون ... فيسنون الأعراف والقوانين ... ويجبر الأفراد على الخضوع لها مقابل الحماية والأمن الذي توفرهما الجماعة لهم ... ومن يعصي الأعراف حتى لواختير ليُذبح كقربان للطوطم أوالآلهة يُغضب عليه ويُنبذ و يُنفى, فيصبح غريبا تائها عرضة لقطاع الطرق ووحوش الغاب ... وقد يهدر دمه أويصلب ويعدم ... وهكذا تقزّمت الأنا الذاتية للإنسان لأنه بلا قبيلة يصبح بلا أهمية ولا قيمة ... ومن جهة تضخمت الأنا الجمعية و اكتسب تلك الروح والحمية الهوجاء المتعصبة للقبيلة، المستعدة للموت من أجل رموزها وطقوسها, وتشبع بالإثنية المركرزية، فظهرت طقوس الفخر باسم القبيلة وقائدها ورمزها.... و التي قدست و حتى عبدت ... وفي ظل التقديس صار الموت لأجل المقدسات فخرا وشرفاو بل واجبا ... وحذت كل قبيلة حذوالأخرى ...وأصبحت كل جماعة تمثل عامل تهديد وفناء لغيرها ... فتولدت لذى الأفراد ظاهرة السينوفوبيا أي الخوف من الآخر واعتباره عدوا .. وبتضخم الميكانيزم الدفاعي اللاواعي أصيب البشر بالبرانويا العرق عق ـ عقائدية ،فكل جماعة تعتقد أنها أشرف وأرقى وأهم وأفضل من غيرها ( شعب الله المختار... خير أمة ... العرق الآري ...) وأن الغير يحسدها ويكيد لها المكائد ... وهكذا أصبح الإنسان مهووسا بتكبير جماعته وإخضاع الآخر له وسحبه ولو بالعنف والقوة... ومحاولالت التصفية العرقية والدينية ... واحتكار الأرض ... وسياد ة العالم ... إِستعبد قبل أن تُستعبد...والهجوم خير من الدفاع ... والوقاية خيرمن العلاج...حروب استعمارات غزوات جهاد ..... تعددت الأسماء و القتل واحد ...
- لكن السؤال المطروح هل مازلنا بحاجة لهذه الطقوس البدائية ؟؟؟ أم آن الآوان لتجديد أفكارنا ... كما سكنا البيت بدل الخيمة وركبنا الطائرة بدل البغلة ؟؟؟
نصوص ذات صلة

